- في عالم الاستثمار يجب الابتعاد عن القرارات العاطفية
كتب: محمد معتصم إبراهيم.
الاستثمار الناجح هو الخطوة المهمة نحو بلوغ الاستقرار المالي، وتحصيل المال على المدى الطويل.
تنوعت اليوم مجالات الاستثمار واتسعت ميادينه، مابين العقارات و الأسهم والعملات الرقمية والمشروعات الصغيرة، ولهذا تواجه الكثيرين صعوبة الاختيار بين أي مجالات الاستثمار تناسبه.
أصبح اختيار الاستثمار الناجح يحتاج الاناة أكثر من أي وقت مضى، كما يحتاج الفهم العميق للسوق، والإمكانات المالية للشخص الراغب في الاستثمار.
هذه المقالة تتناول أهم الأسس والمعايير التي تساعدك على اختيار أنسب استثمار لك، وأكثر الاستثمارات أمانا وأوفرها ربحا.
الاستثمار الناجح يبدأ بتحديد الأهداف
لا بد للمقبل على الاستثمار أن يحدد هدفه المالي من العملية برمتها، لأن طبيعة الاستثمار تختلف باختلاف الهدف، فهناك من يريد تنمية رأس المال على المدى الطويل، وهنا من يهدف إلى تحقيق دخل شهري معين.
إن ضربنا المثل لهذا المذهب نستطيع القول بأن الباحثين عن العائد المستمر قد يناسبهم الاستثمار العقاري، وربما الأسهم، وذلك بخلاف الباحثين عن الدخل السريع الذي يجدونه في الأسواق الناشئة و المشاريع الريادية، والتي تحقق أرباحا كبيرة في قيد زمني قصير.

القدرة على تحمل المخاطر
قبل التفكير في الاستثمار الناجح ينبغي على المستثمر المقدم على أي مشروع أن يقيم درجة تحمله للمخاطر، ولكل استثمار بالطبع مستوى معين من المخاطر، وذا أمر وارد الحدوث.
هناك مستثمرون محافظون يعكفون على الخيارات الاستثمارية الأعلى أمنا مثل الودائع المصرفية والسندات، بينما ينحو المستثمرون المغامرون ناحية الأسهم الغير مستقرة اقتناصا للفرص، أو العملات الرقمية.
المبدأ الأساس في التعامل مع المخاطر الاستثمارية هو توزيعها عن طريق تنويع الاستثمارات تفاديا للخسائر المدمرة.
الاستثمار الناجح أساسه المعلومات الموثوقة
الإلمام بالمعلومات والمعرفة هو أساس الاستثمار الناجح، ويحصل المستثمر على المعلومات عن طريق قراءة التقارير الاقتصادية ودراسة السوق ومراقبة اتجاهات العرض والطلب، والتعرف على التجارب السابقة في المجال.

تنويع الاستثمارات
تفاديا للخسائر الكارثية يفضل أن لا يضع المستثمر كل رأس المال في استثمار واحد، إنما يكون مأمونا توزيع المال بين استثمارات متعددة، وذلك لتعويض الجزء المتآكل من رأس المال إذا حدثت خسائر في أحد المجالات الاستثمارية، وبالتالي ضمان عدم ضياع كل رأس المال.
معادلة الوقت والجهد والعائدات
من المهم عند اختيار الاستثمار الناجح أن ننتبه إلى أن المجالات الاستثمارية لا تتشابه جميعا من حيث الوقت والجهد المبذول لإدارتها، قد لا تحتاج لبذل جهد ومتابعة دائمة لاستثمارات الصناديق التداول والأسهم، وكذا العقار المؤجر، ولهذا فإن الانتباه عند الاختيار لهذه المعادلة أمر مهم، ذلك بجانب الخبرة الخاصة.
متابعة الاستثمارات
اليقظة في إدارة الاستثمارات من أهم شروط الاستثمار الناجح، ويحدث ذلك عندما نراجع الأداء المالي بشكل دوري مع مراقبة مؤشرات السوق، حتى نتمكن من معالجة الأوضاع في الوقت المناسب ودونما تأخير سواء عن طريق تغيير الاستراتيجية أو خفض أو نقل رأس المال إلى فرص أفضل.
الشائعات والاستثمارات
في عالم الاستثمار يجب الابتعاد عن القرارات العاطفية، أو تلك التي تتنازل فيها عن نتائج منطقية لصالح الشائعات.
الخوف والطمع هنا لا يصلحان في إدارة الاستثمارات، بل يجب أن تكون القرارات مبنية على أسس عقلانية ومنطقية لها ما يسندها من التحليل والفهم والمبررات.
ما يجب أن نعيه أن لكل سوق حركة صاعدة وأخرى هابطة، وصاحب الاستثمار الناجح هو من يعرف متى يصبر داخل السوق ومتى يغادره، ومتى يزيد حجم المال المستثمر ومتى يقلله، ويلعب الوقت هنا عاملا مهما وحاسما بلا عجلة أو تأخير.

الاستثمار في المعرفة
هذا من الجوانب التي يغفل عنها الكثيرون، بالرغم من أن الاستثمار في المعرفة من أهم أدوات الاستثمار الناجح.
يكون ذلك عن طريق تعلم المهارات الجديدة في قراءة اتجاهات السوق، وتحسين فهم المستثمر للسوق، الاطلاع على تجارب المستثمرين الناجحين، يجب أن لا ننسى أن المعرفة تساعدنا على النجاحات وتقليل المخاطر.
ختاما
لا نصل إلى الاستثمار الناجح بالحظ، هذا أمر مؤكد، بل بالبحث والتخطيط والانضباط المالي، والتأني في اتخاذ القرارات، والبدء بخطوات مخططة تناسب الأهداف الأساسية للاستثمار، وإمكانيات المستثمر، وقدراته وخبرته.
يوما بعد يوم يتحصل المستثمر الخبرة العملية في قراءة مؤشرات السوق واتخاذ القرارات السليمة وصولا إلى تحقيق الأهداف الكلية للاستثمار.